صورة الهر من الصور التي كان تدور في الشعر القديم. ومما يستشهد به في ذلك قول عنترة:
وكأنما تنأى بجانب دفها الـ ... وحشي من هزج العشي مؤوم
هر جنيبٍ كلما عطفت له ... غضبي اتقاها باليدين وبالفم
فهذه الصورة ليست فيها حركة المطرقة، ولكن فيها خنزوانة الناقة وشراسة الهر وهذا بأرب ما كان فيه عنترة أشبه. وقول المثقب:
كساها تامكًا قردًا عليها ... سوادي الرضيخ مع اللجين
فيه رجعة إلى حالها قبل بدء السير، وفيه معنى المطرقة وصورتها لأن الرضيخ من نوى التمر إنما يرضخ بمرضاخ كالمطرقة. ومعنى النوى المتطاير وصورته تجدها في قوله:
تصك الحالبين بمشفترًّ ... له صوت أبح من الرنين
المشفتر هنا هو الحصى والمطرقة إخفاف الناقة. والصورة كلها رمز له -لجنون المرح الذي أخذ به حين سكر بخمر الإقدام على مكافأة المنع بالانصراف واللامبالاة أو كما قال:
إذن لقطعتها ولقلت بيني ... كذلك اجتوى من يجتويني
أيضًا صورة المطرقة والحصى المشفتر ونوى التمر المتطاير تعود مرة أخرى في قوله: