فيقفز في ذلك من شدته» هكذا فسرها أحمد بن عبيد بن ناصح فيما ذكره ابن الأنباري:
والصورة تتكرر في صفة الذنب «تسد بدائم الخطر أن جثلٍ» ومعنى الشعور بمرح السير والتسلي تحسه في قوله:
وتسمع للذباب إذا تغنى ... كتغريد الحمام على الوكون
وفسروا الذباب بأنه حد نابها ويجوز أن يكون المراد بالذباب زنانير الرياض وما بمجراها وكلا التفسيرين مروي ويقوي الأول رواية هذا البيت:
وتسمع للنيوب إذا تداعت ... كتغريد الحمام على الوكون
وهي رواية أبي عبيدة. وكأن الشاعر جعل طربه لصوت صريف ناقته دليلًا على مرحه وتسليه وعدم مبالاته بأمر فاطمة. ومن جعله للذباب والرياض كما في قول عنترة:
وخلا الذباب بها فليس ببارح ... غردًا لفعل الشارب المترنم
ففيه أيضًا دلالة على روح التسلي ومرح السير. وقوله:«كتغريد الحمام على الوكون» مردود على قوله: «وهن على الرجائز واكنات» - أي طربي لصوت ناقتي الآن قد سد مكان طربي من قبل للظعائن اللواتي كأنهن حمامات على الأغصان واكنات وصورة الظعائن مكررة أيضًا في تشبيه الناقة بالسفينة.
كأن الكور والانساع منها ... على قرواء ماهرة دهين
يشق الماء جؤجؤها ويعلو ... غوارب كل ذي حدبٍ بطين
ذلك أنه شبه إبل الظعائن العراضات الأباهر والشئون أو المئون، بالسفائن، وليقرب بين صورة السفائن وحركتها وما ذكره من قوله: كمطرقة القيون -جعلها