ماهرة وأنها تشقف الماء وتعلو فوقف الموج ذي الغوارب والمنحدرات، وتعلو وتنخفض- والصورة تنظر إلى عدولية طرفة ولكن المعنى مختلف. ومكان استشهادنا هو ترداد صورة حركة المطرقة:
وهذا مردود على قوله:«كساها تامكًا قردًا» وعلى قوله: «عذافرة كمطرقة القيون».
وقد فطنت بلا ريب أيها القارئ الكريم إلى مكان تجاوب الألفاظ والصياغات الإيقاعية مع هذا التجاوب الذي ترى في ظلال الصور وأساليب الرمز والمجاز -مثلًا «خواية فرج مقلابٍ دهين» - و- «على قرواء ماهرةٍ دهين» - و- «واكنات» - و- «على الركون» - «كأن الكور والانساع إلخ» - «قوي النسع المحرم».
وقد مر في الموضوع الأول ترداده للفظ الحين -وقد أشرنا لذلك في حديثنا عن الظعائن- وذلك قوله:«فما خرجت من الوادي لحين»«يعز عليه لم يرجع بحين»«فلم يرجعن قائله لحين» - وقال في نعت الظعائن:«ونكبن الذرانح باليمين» - وقد مر ذكر اليمين في قوله:«ما وصلت بها يميني». وتأمل صياغة قوله:«كأن الكور والانساع منها» مع قوله «كأن مواقع الثفنات منها» مع قوله «يجد تنفس الصعداء منها» - وليس ببعيد من ذلك من في سنخ النغمة قوله:«كأن نفي ما تنفي يداها» وقوله: «كأن مناخها ملقي لجامٍ» وكأن هذين وسيطان في النغم بين نحو قوله: