القطار أن ترد قبل الفجر- قال الشماخ ونظر إلى المثقب في الوزن والروى وجوانب من روح معنى كلمته:
وماءٍ قد وردت لوصل أروى ... عليه الطير كالورق اللجين
ذعرت به القطا ...
هذا محل الشاهد وقد مر من قبل:
ونفيت عنه ... مقام الذئب كالرجل اللعين
وأيضًا مما يؤيد هذا الظاهر وهو قوله مجاوبٌ له:
فألقيت الزمام لها فنامت ... لعادتها من السدف المبين
أي أن تستريح عند الفجر وعني بالسدف أول ضوئه ههنا -قال ابن الأنباري والسدف النهار وهو من الأضداد وهو في هذا البيت الضوء- ثم قال:
كأن مناخها ملقى لجامٍ ... على معزائها وعلى الوجين
وأعجب إلى الرواية التي تقول:
على تعدائها وعلى الوجين
فهي أشبه بمطرقة القيون -قال الأنباري، التعداء والعدواء من الأرض ما لم يكن مستويًّا، يكون منخفضًا ومرتفعًا، هذا تفسير الضبي وروايته والطوسي كذلك. قلت فالعجب له لم يجعله أصل الرواية مع قوله في مقدمة شرحه في أوله:«عمود الكتاب على نسق أبي عكرمة وروايته» -وهو أبو عكرمة الضبي شيخ أبي محمد الأنباري والد أبي بكر بن الأنباري. وأضف لفظ العمود ههنا إلى ما تقدم من استشهادنا بهذا الحرف وزعمنا أنه ليس باصطلاح. يجوز في التعداء مع الذي ذكره الضبي معنى العدو وهو الأظهر والوجين ما غلظ من الأرض وكان فيها ارتفاع.