للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي صفة الظليم من بعد جاء بما هو نقيض صفة الثور من الصمم وذلك قوله:

فوه كشق العصا لأيًّا تبينه ... اسك ما يسمع الأصوات مصلوم

ثم جعله كالثور متوجسًا خائفًا للشؤم:

يكاد منسمه يختل مقلته ... كأنه حاذرٌ للنحس مشهوم

وقوله يختل مقلته، فيه معنى الاختطاف الذي مر في قوله:

عقلًا ورقمًا تكاد الطير تخطفه ... كأنه من دم الأجواف مدموم

والظليم والبوم والغراب كل أولئك طير- وفراخ الظليم طير وقد جعلهن زعرًا حمرًا كالعقل والرقم الذي تكا تخطفه الطير.

ثم كرر معنى الشؤم وجاء بعجز البيت الذي مر مكررًا كأنه يترنم بما يتوجسه فيه من معاني الخوف:

فطاف طوفين بالأدحي يقفره ... كأنه حاذر للنخس مشهوم

كل الفرق ههنا قوله النخس بالخاء المعجمة مكان النحس في بيت «يكاد منسمه يختل مقلته» وتأمل المقابلة حيث جاء بالخاء في الصدر وجاء بها ههنا في العجز. ثم يجيء التقويض وهو لاحق بالبين والفراق والأهبة للسفر، وفي معنى قوله من قبل «رد القيان جمال الحي».

صعل كأن جناحيه وجؤجؤه ... بيت أطافت به خرقاء مهجوم

وقد ترى ههنا إنه جعل الطائر نفسه بيتًا مهجومًا أي مهدومًا. واحتفظ بقوله «أطاف» وفيه صدى «فطاف طوفين» - والخرقاء معناها المرأة غير الصناع وذلك من صفات الحسن المنعمات، فههنا لمح خفي إلى سلمى التي هي سبب الدمع

<<  <  ج: ص:  >  >>