للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفراق وفراقها النحس وقربها ووصلها وما علمه وما استودعته إياه واستودعه إياها ذلك هو السعادة.

وبعد الظليم وفراخه تجيء النعامة وهي الهقلة وهي بلا ريب من رموز البين لأن الناقة بها تشبه، قال الحارث:

غير أني قد أستنعين على الهـ ... ـم إذا خف بالثوى النحاء

بزفوف كأنها هقلة أ ... م رئال دويةٌ سقفاء

الزفوف السريعة، والرئال أولاد النعام. دوية منسوبة إلى الدو أي الصحراء، سقفاء طويلة مع انحناء. فجعلها الحارث ذات فراخ. وكذلك فعل علقمة وزاد أنه جعلها ذات زمار وترنيم وكذلك الظليم:

يوحي إليها بإنقاض ونقنقةٍ ... كما تراطن في أفدانها الروم

والروم شؤم لأنهم أعداء زرق العيون، وهي كما قال:

تحفه هقلة سطعاء خاضعة ... تجيبه بمزمارٍ فيه ترنيم

وهنا صرح علقمة بذكر الشر- وهذا أول القسم الثاني من كلمته:

بل كل قوم وإن عزوا وإن كثروا ... عريفهم بأثافي الشر مرجوم

والأثافي فيها صدى البيت المهجوم- ثم أبيات الحكمة كلها فيها توقع الشر:

ومن تعرض للغربان يزجرها ... على سلامته لا بد مشئوم

وهذه الغربان التي صرح باسمها آخر الأمر هي الطير التي جاء ذكرها أول شيءٍ:

وكل حصن وإن طالت سلامته ... على دعائمه لا بد مهدوم

<<  <  ج: ص:  >  >>