للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا فيه موضوع البيت المهجوم والعريف الذي بأثا في الشر مرجوم، وتأمل تكرار السلامة في طالت سلامته وعلى سلامته.

هذا ومن موضوعات الحبيبية البكاء وقد جاء في قوله: «أم هل كبير بكي» ثم في:

والعين مني كأن غربٌ تحط به ... دهماء حاركها بالقتب محزوم

ثم في سقيا المذانب- ثم في هذا الحنين من الظليم حتى كأن حنينه أوتار مزهر:

وضاعةٌ كعصي الشرع جؤجؤه ... كأنه بتناهي الروض علجوم

وتناهي الروض ههنا فيها مجاوبة وأصداء من قوله:

تسقي مذانب قد زالت عصيفتها ... حدورها من أتي الماء مطموم

وأتي الماء ههنا هو الدمع كما هو الماء. وصوت النعامة الزمار والترنيم لا حق بهذا المعنى. ثم يجيء المزهر في قوله:

قد أشهد الشرب فيهم مزهرٌ رنمٌ ... والقوم تصرعهم صهباء خرطوم

وهذا أول القسم الثالث. والمعنى الترنمي نفسه في قوله:

تتبع جونًا إذا ما هيجت زجلت ... كأن دفًّا على العلياء مهزوم

ووازن بين قوله هيجت ههنا وقوله في الظليم:

حتى تذكر بيضاتٍ وهيجه ... يوم رذاذ عليه الريح مغيوم

والرذاذ كالدمع وكالمذانب وما فيه معاني الماء والسقيا. ولا نباعد إن زعمنا أن الريح والغيم فيهما ظلال الطير. كما لا نباعد إن زعمنا أن قوله:

والمال صوف قرارٍ يلعبون به ... على نفاذته وافٍ ومجلوم

<<  <  ج: ص:  >  >>