فيه لون من العقل والرقم الذي تكاد الطير تخطفه. وهنا -واو الجماعة، وهي علم الناس -بمكان الطير. الطير تكاد تخطف، وهؤلاء يلعبون. وكالمقابل للعقل والرقم قوله:
يظل في الحنظل الخطبان ينقفه ... وما استطف من التنوم مخذوم
والحنظل الخطبان فيه لونان من الخضرة. وينقفه مثل يخطفه، والظليم طائر من جنس الطير. ورمزية الحنظل، وهي المرارة والحزن، واضحة. وناقف الحنظل تسيل دموعه كما ذكر امرؤ القيس. والتنوم المخذوم كالصوف المجلوم. والقرار ضرب من المعزى. والقرار من الأرض ينمو فيه الحنظل.
والظليم فوه كشق العصا. وهو وضاعة كعصي الشرع جؤجؤه. ثم تأمل وصف سلمى بأنها أترجة ذات لون كالأترجة وطيب أريج.
كأن تطيابها في الأنف مشموم
للباسط المتعاطي وهو مزكوم
وقد ذكرنا أن الحسناء تجعل في أنفها خضاب حمرة واستشهدنا ببيت هدبة. وقال ذو الرمة:
تثني الخمار على عرنين أرنبةٍ ... شماء مارنها بالمسك مرثوم
أي كأنه دامٍ- وقد جاء علقمة بالأريج والطيب والأنف في صفة الخمر حيث قال:
قد أشهد الشرب فيهم مزهرٌ رنمٌ ... والقوم تصرعهم صهباء خرطوم
ورنمٌ فيها رنة الترنيم والخرطوم سميت خرطومًا لأخذها بالخرطوم وهو الأنف:
كأس عزيز من الأعناب عتقها ... لبعض أوقاتها حانيةٌ حوم