تشفي الصداع ولا يؤذيك صالبها ... ولا يخالطها في الرأس تدويم
وهذا كقوله للباسط المتعاطي وهو مزكوم، فطيب سلمى يشفي الزكام، وطيب الخمر يشفي الصداع.
عانيةٌ قرقف لم تطلع سنةً ... يجنها مدمجٌ بالطين مختوم
فالخمر محجوبة مصونة كسلمى التي قال فيها:
كأنها رشأٌ في البيت ملزوم
وأول البيت:
صفر الوشاحين ملء الدرع خرعبةٌ
ولعلك آنست بعض رنته في قوله «عانية قرقفٌ لم تطلع سنة» وقوله «يجنها مدمج إلخ» وهو عجز البيت فيه نظر إلى «أترجة نضخ العبير بها» كأن هذا العبير لها خاتم وهي خمر معتقة، والمسك تشبه به رائحة الخمر مبالغة في مدح طيبها، قال الأعشى:
مثل ذكي المسك ذاكٍ ريحها ... صبها الساقي إذا قيل توح
وخمر الجنة ختامها مسك لا كخمر الدنيا التي وإن شبهت رائحتها بالمسك فإن ختامها طين. وقد يدلك على أن علقمة أراد إلى تشبيه حسنائه بالخمر ذكره المسك بعد الذي ذكره من أنها أترجة بها نضخ العبير وهو قوله «كأن فارة مسك في مفارقها» ثم أتبع ذلك ما هو من معدن صفة الخمر في قوله: «للباسط المتعاطي وهو مزكوم» وقد ذكر معنى التشبيه بالخمر ابن الأنباري في شرحه حيث استشهد بقول الآخر يذكر الخمر: