للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرس رمز للحسناء، لطولها وحسنها وتشبيهها بشوكة النخل، قال ابن الأنباري «وشبهها» يعني الفرس «بشوكة النخلة لإرهاف صدرها وتمام عجزها وكذلك خلقة الشوكة وقد يستحب في الإناث» أ. هـ. ثم الفرس قرينة الشباب والمرح كقول امرئ القيس:

وقد اعتدى والطير في وكناتها ... لغيث من الوسمي رائده خالي

بعجلزةٍ قد أترز الجرى لحمها ... كميتٍ كأنها هراوة منوال

وقد عاد بوصفه الفرس ههنا إلى ما تقدم من صفته الناقة التي يتمناها ليلحق بالظعينة وذلك قوله:

هل تلحقني بأخرى الحي إذ شحطوا ... جلذيةٌ كأتان الضحل علكوم

وأتان الضحل صخرة تكون في الماء ملساء صلبة.

وفي قوله:

وقد أقوم أمام الحي سلهبةً ... يهدي بها نسبٌ في الحي معلوم

لا في شظاها ولا أرساغها عتبٌ ... ولا السنابك أفناهن تقليم

سلاءة كعصا النهدي غل لها ... ذو فيئةٍ من نوى قران معجوم

ذو فيئة أي يتطاير حين يرضخ بالمرضاخ وعني بذلك العظام التي في حافر الفرس. قوله هل تلحقني يقابله قوله تتبع جونًا.

وقوله كعصا النهدي- فقد مر تكرار العصا في صفة الظليم فوه كشق العصا- وضاعة كعصى الشرع.

ونوى قران فيه معنى من أتان الضحل، كلا الأمرين حجرٌ أملس. وعصا النهدي لصلابتها مما يرضخ بمثلها النوى وقران بضم القاف قرية باليمامة كثيرة النخل.

<<  <  ج: ص:  >  >>