من جناك المعلل» وقوله: «تمايلت» يقابل ميل الغبيط. ويعجبني قول أبي العلاء:
أين امرؤ القيس والعذارى ... إذ مال من تحته الغبيط
له كميتان ذات كأسٍ ... تزبد والسابح الربيط
استنبط العرب في الموامي ... بعدك واستعرب النبيط
ولا تفوتنا المقابلة الخفية بين نشوة امرئ القيس من كميته حيث اغتدى والطير في وكناتها ونشوة الطير إذا انتشين من كميت الحياة والحيوية:
كأن مكاكي الجواء غديةً ... صبحن سلافًا من رحيق مفلفل
قوله هصرت بفودي رأسها بعد مما يجاوبه ويحكي صداه شيءٌ كبيرٌ، مثلًا:
كأن ذرا رأس المجيمر غدوةً ... من السيل والغثاء فلكة مغزل
وقوله: «أثيث كقنو النخلة المتعثكل» وقوله: «وكشح لطيف كالجديل مخصر» وقوله:
غدائره مستشزراتٌ إلى العلى ... تضل العقاص في مثنًّى ومرسل
وعاب بعضهم مستشزرات وهي من معنى المفتل ومن مجرى المتعثكل في دلالتها.
ثالث عشر: صفة المحبوبة وقد فصلنا من ذلك في حديثنا عن التمثال، وتأمل رنة الضاد في «مهفهفة بيضاء غير مفاضة» وكذلك الفاء، ورنة جيمي السجنجل مع النون والغين في «غير مفاضة غذاها نمير الماء غير المحلل». نعت التمثال قوله:
مهفهفة بيضاء غير مفاضةٍ ... ترائبها مصقولة كالسجنجل
كبكر المقاناة البياض بصفرة ... غذاها نمير الماء غير المحلل
تصد وتبدي عن أسيلٍ وتتقي ... بناظرةٍ من وحش وجرة مطفل