للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجيدٍ كجيد الرئم ليس بفاحشٍ ... إذا هي نصته ولا بمعطل

وفرع يزين المتن أسود فاحم ... أثيثٍ كقنو النخلة المتعثكل

غدائره مستشزرات إلى العلى ... تضل العقاص في مثنى ومرسل

وكشح لطيف كالجديل مخصر ... وساقٍ كأنبوب السقي المذلل

وتضحى فتيت المسك فوق فراشها ... نئوم الضحى لم تنتطق عن تفضل

وتعطو برخصٍ غير شثنٍ كأنه ... أساريع ظبي أو مساويك إسحل

كل هذا نعت التمثال:

وهو الذي يقال له نعت ماديٌ. والذين ينحتون التماثيل عاريات ويرسمون الصور كذلك مفصلات، كل ذلك لا يتهمون فيه بمادية بل يسمى ما يصنعونه فنًّا راقيًّا. والعجب كل العجب لمن يرى الشعرة في عين أخيه ولا يرى الجذع في عين نفسه، أو كما قال أبو الهندي الشاعر، ونتحرج من روايته فتكتفى بالإشارة إليه.

وقد فصلنا الحديث في هذا المعنى من قبل، ومرت بك أيها القارئ الكريم ضروبٌ من أصداءٍ وأطيافٍ تتصل بهذه الأبيات مما قبلها ومما بعدها. والشبه مثلًا بين إيقاع: «أساريع ظبي أو مساويك إسحل» - «مداك عروسٍ أو صلاية حنظل» - «وإرخاء سرحانٍ وتقريب تتفل» - «بأمراس كتانٍ إلى صم جندل» مما لا يخفى إن شاء الله.

وأمرٌ عسى أن يكون بعض تفصيله مناسبًا ههنا هو ضروب تجاوب الإيقاع منن جناس وتكرار وما أشبه مما فصلنا القول فيه في الجزء الثاني من هذا الكتاب مثل الكافين في قوله:

كبكر المقاناة البياض بصفرةٍ ... غذاها نمير الماء غير المحلل

<<  <  ج: ص:  >  >>