وتأمل صيغة الفعل:«تصد وتبدي» كلاهما مسند إلى المرأة ثم جاءت أسماء ثلاثية سواكن الوسط: «وجيدٍ- وفرعٍ- وكشحٍ- وساقٍ» ... ثم مرة أخرى الفعل المسند إليها وتضحى وتعطو:
وتعطو برخصٍ غير شثنٍ كأنه ... أساريع ظبيٍ أو مساوك إسحل
ورخص وشثن كلاهما ساكن الوسط وهما صفتان توازنان الأسماء التي مضت وظبي بعدهما مثلهما في الوزن، ثم أساريع ومساويك متوازنتان.
ولو تأملت القصيدة كلها ألفيت عجبًا. في روى امرئ القيس وقافيته أمثال اسم الفاعل والمفعول من الرباعي المضعف مما يتوقع تكراره وما قارب من الرباعي، أمثال مخول معلل معطل مرسل مزيل مرجل وما أشبه من الأفعال مثل فأنزل، لم تحلل، لم يحول، وقد افتن في قوافيه التي من هذا الضرب. غير المتوقع تكراره أمثال حومل ومثلها هيكل وغير بعيد منها حنظل وعنصل وجندل إذ النون من أخوات المصوتات، ذكر نحوًا، من هذا صاحب الكتاب لصيرورتها ألفًا في النون التوكيدية الخفيفة وفي التنوين المنصوب وفي أمثال أدعوا للاثنين وأدعون وأرمين. وغير بعيد منه أيضًا في الإيقاع:«لما تمول» لتكرار الواو فيها و «مجول» امكان الواو وكمثل «مجول»، موازنة لها «مغزل».