هذا البيت من فواصل القصيدة المعنوية الإيحائية الكبرى- قوله:
وتعطو برخصٍ غير شثن كأنه ... أساريع ظبيٍ أو مساويك إسحل
هو آخر الوصف ونعت التمثال وفيه تحريك له بقوله:«وتعطو». البيت الذي قبل هذا:«وتضحى فتيت المسك البيت» رجعة إلى قوله:
فجئت وقد نضت لنومٍ ثيابها ... لدى الستر إلا لبسة المتفضل
والحركة التي حرك بها التمثال في «وتعطو برخص» فيها عودة إلى منظر الحركة في قوله:
خرجت بها أمشي تجر وراءنا ... على أثرينا ذيل مرطٍ مرحل
ثم في:«وتعطو برخص» توطئة لما سيجيئ، بعد من قوله:
أصاح ترى برقًا أريك وميضه ... كلمع اليدين في حبيٍ مكلل
ووازن بين «مرحل» وهي للذيل الذي يجر على الأرض، وبين «مكلل» ومكان الإكليل الرأس، ثم قوله:«حبي» مع أنه صفة السحاب مأخوذ من حبو الطفل على الأرض، و «لمع اليدين» مما سبق التنبيه على مكانه. «والرخص» بنانها، و «الشثن» من صفته هو لفروسيته وهو شاب ومعاناته الحروب والكروب وهو كبير. وقوله:«تعطو» بعد قوله: «تضحى» مجيء قوله: «تضيء الظلام إلخ» بعده منسجم منساق انسياقًا لا تكلف فيه.