للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنجلي» ورواية الأصمعي: «وما إن أرى عنك العماية تنجلي» وقد مرت الإشارة إلى قرب ما بين «الغواية» و «العماية// و «عمايات الرجال» وقوله: «ألا أيها الليل الطويل» ههنا.

هذا وقوله: «وما الإصباح منك بأمثل» يمهد لقوله:

«وقد أغتدى والطير في وكناتها»

ذلك صباحٌ أمثل من ليله الآن الطويل الذي صباحه استمرار له. ونجوم الليل راكدات. وهذا يذبل راسٍ مكانه وهن فوقه لا يتحركن. أين هذا من زمان انتظاره الغيث والصيد وصوب الغيث قد غمر الآفاق ما بين الستار إلى يذبل:

على قطن بالشيم أيمن صوبه ... وأيسره على الستار فيذبل

وهذه الثريا أيضًا راكدة. أين زمان إذ هي تتعرض تعرض أثناء الوشاح المفصل؟ لا بل أين زمان ليلٍ أفضل من هذا الليل إذ هو مغامر بين ذؤبان العرب ضليل خليع؟

وقربة أقوامٍ جعلت عصامها ... على كاهل مني ذلولٍ مرحل

وقد حمل الزوزني هذا على المجاز إذ تمدح بحمل أثقال الحقوق. وقال ابن الأنباري يصف نفسه بأنه يخدم أصحابه. وهذا أقرب والأول ليس ببعيد. وينبغي أن يحمل البيت على الحقيقة ثم تفرع من ذلك على وجه الرمز هذه المعاني الأخرى، أي أنه شارك الصعاليك في الجهد واخشوشن بمثل خشونتهم. وإنكار الأصمعي على فضله هذا البيت وما بعده قول منه بالظن، وكما كان ذكرنا من قبل نديم ملوك بني العباس ووزرائهم من بني يرمك، فلعله أنف بخدمته الملوك لامرئ القيس الذي كان ملكًا من أن يعمل عمل ضربٍ كأنه من شرار السوقة.

وقال المعري يذكر الذئب في قصيدة يتبدى بها في ديوانه سقط الزند:

<<  <  ج: ص:  >  >>