تعالى: {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (١٩) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} أي احترقت واسودت كأنها الليل. وقال تعالى:{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} وقال تعالى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ} وجميع هذا ما بين سينا وسائر جزيرة العرب. و «الذئب» على إفرادها من قوله «لما عوى» وذكره السباع من بعد ما يعود عليه، ويكون مجرى «جوف العير» في الإيقاع والمعنى كمجرى ما مر وما سيجيئ من أسماء المواضع مثل كتيفة وحومل، وله ما يشابهه في التركيب في «وألقى بصحراء الغبيط بعاعه». قوله «صحراء الغبيط» فيه مشابهة لجوف العير من حيث الإضافة كما ترى ولا يخلو المعنى من شبه. وقوله:«به الذئب يعوي كالخليع المعيل» يجوز أن يكون معنى الخليع فيه القمير أي الذي غلب في الميسر أو القمار فخسر والمعيل بصيغة اسم المفعول من عاله الأمر يعيله ضعف الفعل وهو قياس متلئب أي المغلوب على أمره، وقالوا أي الكثير العيال، وما أحرى أن تكون «المعيل» على صيغة اسم الفاعل المضعف وعلى هذا تفسير الزوزني وهو الصواب إن شاء الله. وخبر لعب امرئ القيس النرد وأنه قمر أو كان مقارب أن يقمره صاحبه لما بلغه خبر مقتل أبيه مذكور كما تعلم. والخليع المخلوع من قومه وقد خلعه أبوه وأطرده كما تعلم. وما أشبه «المعيل» أن تكون بمعنى يناسب الذئب والخليع، وهو الذهاب في الأرض والتماس الفريسة من عال يعيل إذا افتقر والتضعيف في فعل المفتوح العين في الماضي قياسٌ متلئب، قال صاحب الكتاب في باب دخول فعلت (بالتضعيف) على فعلت لا يشركه في ذلك أفعلت وقالوا ظل يفرسها السبع ويؤكلها إذا أكثر ذلك فيها وقالوا موتت وقومت إذا أردت جماعة الإبل وغيرها إلى آخر ما قاله. وقول امرئ القيس:
فقلت له لما عوى إن شأننا ... قليل الغنى إن كنت لما تمول