للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حكاية لحديث الصعاليك، أي أنا فقير وأنت فقير إن كنت لما تجد المال بعد، ثم فيه رقةٌ للذئب وتشبيه حال نفسه بحال الذئب، أي مثلي ومثلك لا يقتني، أما أنا فقد أصبت الغنى ولم يمكث عندي لطبيعتي المتمردة، وأما أنت فحالك كحالي فأعلم ذلك إن كنت لما تصب الغنى لأنك ستفيته ولا يمكث عندك.

كلانا إذا ما نال شيئًا أفاته ... ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل

يهزل بالبناء للمجهول ماضيه مثله هزل بضم الهاء وكسر الزاي، أي يكن مهزولًا أو بالبناء للمعلوم ماضيه هزل بفتح ويجوز ضم الزاي على صيغة كرم وشرف ويجوز جعله رباعيًّا بضم الياء وكسر الزاي أي يكن ما عنده من المال مهزولًا من أهزل القوم إذا هزلت أموالهم من إبل وبقر وغنم ونحو ذلك.

أما امرؤ القيس فكانت شيمته شيمة الملوك وأهل النبل، يشارك في الاخشيسان ويبذل ما يجد أو كما قال عنترة من بعد وهو كما تعلم سماه القصاص أبا الفوارس.

قال: هلا سألت الخيل يابنة مالكٍ ... إن كنت جاهلةً بما لم تعلمي

يخبرك من شهد الوقيعة إنني ... أغشى الوغى وأعف عند المغنم

ولعل من صحبهم من الصعاليك لم يجد عندهم من المروءة إلا كما يوجد عند سائر الناس، قال عروة بن الورد:

ألا إن أصحاب الكنيف وجدتهم ... كما الناس لما أخصبوا وتمولوا

وقد ذكرنا خبره من قبل، هذا، والخبر الذي يذكر في لعبه النرد (أي امرئ القيس) وإعطائه ملاعبه الفرصة لينتصر يقوي ما نذهب إليه ههنا. فلم يجد امرؤ

<<  <  ج: ص:  >  >>