للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القيس بين ذؤبان العرب من يشبهه حقًّا إلا الذئب الذي يعوي لأنه إذا وجد أفنى ما يجده ولم يدخر.

وهذا فيه تمهيد وإشارة إلى ما ضيعه الشاعر من فرص مضين ... وقد كان له ما كان إذ هو يغتدي والطير في وكناتها إلى الصيد، وأبوه الملك المطاع، وبنو اسد رهط عبيد بن الأبرص، عبيد العصا.

ثامن عشر: وصف الصباح الذي كان أمثل، وهو صباح الاغتداء إلى الصيد، وهو إشراقٌ بعد الظلام الذي كان قبل، وعودٌ إلى التي كانت تضيء الظلام وهي نئوم الضحى، وهو كما قال:

وقد أغتدي والطير في وكناتها ... بمنجردٍ قيد الأوابد هيكل

مكرٍّ مفرٍّ مقبل مدبر معًا ... كجلمود صخر حطه السيل من عل

وهنا تمهيد لوصف السيل وفيه صدى «خرجت بها أمشي تجر وراءنا» البيت:

كميتٍ يزل اللبد عن حال متنه ... كما زلت الصفواء بالمتنزل

تأمل قوله «كميت» بعد ذكره السيل، وقد تعلم حديثه عن نشوة الطير بعد مجيء الغيث والسيل كأنما صبحن سلافًا وهي الكميت.

على الذبل جياش كأن اهتزامه ... إذا جاش فيه حميه غلي مرجل

والسيل قد مر نفيانه على القنان فأنزل العصم، اجعل حمى الجواد هنا كنفيان السبل.

مسح إذا ما السابحات على الونى ... أثرن الغبار بالكديد المركل

<<  <  ج: ص:  >  >>