للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تأمل الكاف ومن قبل «يزل اللبد عن حال» تأمل لامها وراء مكر مفر وهلم جرا.

يزل الغلام الخف عن صهواته ... ويلوي بأثواب العنيف المثقل

هل -كما تسالنا من قبل- هل الغلام الخف هو امرؤ القيس والعنيف المثقل أبوه؟ لقد كان شابًا في «وقد أغتدي والطير في وكناتها» وانتقل به خياله إلى عهد كان غلامًا ثم إلى عهد أن كان أصغر من ذلك، وليدًا يلعب بالخذروف:

دريرٍ كخذروف الوليد أمره ... تتابع كفيه بخيطٍ موصل

مما يجري مثل هذا المجرى من تذكره أيام صباه الأول قوله الذي روى أبو الفرج أنه أول غزلٍ له:

عهدتني ناشئًا ذا غرةٍ ... رجل الجمة ذا بطنٍ أقب

أتبع الولدان أرخى مئزري ... ابن عشر ذا قريطٍ من ذهب

وهي إذ ذاك عليها مئزرٌ ... ولها بيت جوارٍ من لعب

هذا من جيد الشعر وعزيزه. ثم ماذا:

ضليع إذا استدبرته سد فرجه ... بضافٍ فويق الأرض ليس بأعزل

كان على المتنين منه إذا انتحى ... مداك عروسٍ أو صلاية حنظل

كأن دماء الهاديات بنحره ... عصارة حناءٍ بسيبٍ مرجل

انتقل من ذكريات الغلام والوليد إلى نعت الجواد، واجعل هذا النعت من أوله في موازنة مع ما مر من نعته الحسناء، وقد سبق التنبيه منا إلى هذا المعنى. وتأمل قوله: «كأن على المتنين منه البيت» وذكره مداك العروس وصلاية الحنظل وصلاية موازنة لعماية وغواية. وقوله: «كأن دماء الهاديات» من الفواصل، إذ به مهد لنعت سرب

<<  <  ج: ص:  >  >>