للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوحش، وفيه ذكر الحناء والشيب وما يتصل بذلك من طيوف معانٍ وإيحاء.

تاسع عشر: وصف سرب الوحش من عند ظهوره إلى أن صيد وأكل. هذا فيه نوع رمزٍ لأم الحويرث وأم الرباب ودارة جلجل وليلة إذ نضت لنوم ثيابها والغبيط، جميع أولئك.

فعن لنا سربٌ كأن نعاجه ... عذارى دوار في ملاءٍ مذيل

فأدبرن كالجزع المفصل بينه ... بجيد معمٍّ في العشيرة مخول

فألحقنا بالهاديات ودونه ... جواحرها في صرةٍ لم تزيل

فعادى عداءً بين ثور ونعجةٍ ... دراكًا ولم ينضح بماء فيغسل

فظل طهاة اللحم ما بين منضخ ... صفيف شواءٍ أو قديرٍ معجل

وقد سبق الحديث عن هذه الأبيات، وأن الحصان رمز للشاعر، وأن طهاة اللحم هنا بإزاء المتراميات بلحم وشحم كهداب الدمقس في ذلك اليوم الذي كان له صالحها منهن.

مكمل عشرين: وهو من الفواصل المعنوية الإيقاعية الإيحائية، البيتان اللذان أتم بهما نعت الجواد بعد أن صنع ما صنع من الصيد.

ورحنا يكاد الطرف يقصر دونه ... متى ما ترق العين فيه تسهل

فبات عليه سرجه ولجامه ... وبات بعيني قائمًا غير مرسل

قولنا فاصلة لأنه يشبه ما ختم به نعت الفتاة وذلك قوله:

إلى مثلها يرنو الحليم صبابة ... إذا ما اسبكرت بين درع ومجول

فههنا نظر إعجاب ومحبة للجواد كما هناك نظر صبوة وعشق. وقبل هذا البيت «تضيء الظلام بالعشاء» ... وهذا الجواد يرد الطرف حسيرًا بشعاع جماله،

<<  <  ج: ص:  >  >>