زعم بعض أهل العصر، وشارك في شيء من ذلك الدكتور طه حسين رحمة الله عليه، أن هذه القصيدة منحولة. بل أغرب الدكتور طه فزعم في بعض ما زعم أن امرأ القيس نفسه انتحلته العصبية اليمانية وساق الخبر عبد الرحمن بن محمد ابن الأشعث ارتد ثم أسلم وفتح الفتوح وأبلى البلاء الحسن يوم الشريعة ثم خبره مع امير المؤمنين كرم الله وجهه معروف. والأشعث وامرؤ القيس يلتقيان في سلسلة النسب وكان الملك في آل امرئ القيس ثم بعد يوم الكلاب وزوال ملك بني آكل المرار انتقل إلى بيت قيس بن معدي كرب، ذلك ذكره الجاحظ إما في البيان وإما في الحيوان، وكان الجاحظ من أخبر الناس بالمنتحل وأوقفهم عند تزييفه، وما كان الفرزدق وهو راوي أخبار امرئ القيس وذو العصبية في مضر ولهم إلى المدى البعيد الذي عرف به حتى لقد أنشد لا يبالي أمام خالد القسري:
يختلف الناس حتى لا اجتماع لهم ... ولا اختلاف إذا ما أجمعت مضر
ومن يمل يمل المأثور هامته ... حيث التقى من حفافي رأسه الشعر
بالذي ينصر عصبية اليمن، وإنما ساق خبر امرئ القيس لمعرفة بني دارم به وقد نشأ أول أمره فيهم وقد تقدم خبر هجاء امرئ القيس بني دارم ومدحه عويرًا، فما كان ليعين على انتحال فضل لليمانية ليس له وجود وأصل. وقد رأى الفرزدق الحطيئة عند سعيد وأثنى هذا على شعره، وخبر الحطيئة مع الزبرقان وهو تميمي وبني قريع وهم تميميون معروف، وق رأى الحطيئة الجاهليين الذين رأوا امرأ القيس وغيره من الفحول ورووا لهم ورأى الفرزدق جماعةٌ من العلماء وأهل النحو والرواية وأخباره مع ابن ابي إسحاق معروفة وهو القائل في أبي عمرو:
ما زلت أفتح أبوابًا وأغلقها ... حتى أتيت أبا عمرو بن عمار
وأبو عمرو أستاذ الأصمعي صحبه هذا ثماني سنين والأصمعي أستاذ الجاحظ