وقد اتخذ عنه وعن أبي عبيدة وغيرهما وذكر ذلك وقد رأى الناس لبيد بن ربيعة ورووا عنه تقديمه الملك الضليل، وقال الفرزدق:
وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا ... وأبو يزيد وذو القروح وجرول
وجرول هو الحطيئة وذو القروح امرؤ القيس وأبو يزيد هو المخبل السعدي.
والفحل علقمة الذي كانت له ... حلل الملك كلامه لا ينحل
وعلقمة كالمخبل كلاهما من تميم.
وأخو بني قيس وهن قتلنه ... ومهلهل الشعراء ذاك الأول
فقول ابن سلام والنقاد إذ نسبوا إلى مهلهل أول هلهلة الشعر أصله من هنا.
والأعشيان كلاهما ومرقش ... وأخو قضاعة قوله يتمثل
وأخو بني أسدٍ عبيد إذ مضى ... وأبو دؤاد قوله يتنحل
وابنا أبي سلمى زهيرٌ وابنه ... وابن الفريعة حين جد المقول
والجعفري وكان بشرٌ قبله ... لي من قصائده الكتاب المجمل
والجعفري هو لبيد -ولا أزعم أن الفرزدق أصاب كلامه مكتوبًا وإن كان ذلك يجوز إذ عاصر لبيد دهرًا فشت فيه الكتابة وجاءته صحيفة من الوليد بن عقبة وأجاب عنها. ولكن «الكتاب» هنا قد يراد بها الضبط والحوز والرواية التامة، وقال تعالى:{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} أي ذلك كتبه الله عليكم وأمر به:
ولقد ورثت لآل أوسٍ منطقًا ... كالسم خالط جانبيه الحنظل
والحارثي أخو الحماس ورثته ... صدعًا كما صدع الصفاة المعول