للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصد عن ضاحية الصفا عن متنها ... ولهن من جبلى عماية أثقل

دفعوا إلي كتابهن وصيةً ... فورثتهن كأنهن الجندل

فيهن شاركني المساور بعدهم ... وأخو هوازن والشآمي الأخطل

وبنو غدانة يحلبون ولم يكن ... خيلي يقوم لها اللئيم الأعزل

ثم أخذ في الهجاء. وأخو بني قيس هو طرفة وابن الفريعة هو حسام رضي الله عنه وبشر هو ابن أبي خازم الأسدي من فحول الجاهلية وعبيد هو ابن الأبرص والحارثي هو النجاشي الذي قال:

إذا سقى الله أرضًا صوب غاديةٍ ... فلا سقى الله أرض الكوفة المطرا

وكان مع أمير المؤمنين حتى أقام عليه حد الخمر وزاده جلدات. وأخو قضاعة هو أبو الطمحان القيني وقوله في الحارثي «أخو الحماس» فحماس بكسر الحاء ورد في الحديث وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم صديقًا ولا أرى إلا أنه ههنا بفتح الحاء أي الحماسة لنصره عليا وتحمسه في ذلك والعرب مما تحذف التاء وتزيدها فمن حذفها قول الآخر: «وأخلفوك عد الأمر الذي وعدوا» وإقام الصلاة أي إقامتها ومن زيادتها ما روى الطبري في الحديث عن لات في تفسير سورة صاد:

العاطفونة حين لا من عاطف ... والمطعمونة حين أين المطعم

فعلى هذا فإن قول المعاصرين «حماس» بلا تاء صحيح لا غبار عليه يشهد له قول الفرزدق هذا، وقد نبه ليال المستشرق الدقيق البارع إلى غلو مرغليوث وإلى أن الشعر إنما روى عن رواة العرب وعلمائهم قبل أن يصل إلى خلف وحماد وفي مقدمته لشرح المفضليات تفصيل حسن في هذا الباب.

لم يخترع الفرزدق خبر يوم دارة جلجل ولكن رواه وروى ذلك عنه ومن شك في أصل الخبر عنده لزمه أن يشك أيضًا في الرواية عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>