للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعجب لبعض ملاحدة العصر يزعمون أن كتاب الله صنع على عهد بني أمية ليدعم مجتمعًا كان يقوم على الرق. «ويا بؤس للجهل ضرارًا لأقوام» إذ خفي عنهم للجهل أمثال هذا من خبر جرير والفرزدق.

والشيء بالشيء يذكر، فمما قاله الفرزدق من قرآنياته قوله في نوار:

وكانت جنتي فخرجت منها ... كآدم حين لج به الضرار

وقال في الحجاج:

وكان كما قال ابن نوح سأرتقي ... إلى جبلٍ من خشية الماء عاصم

وذكر خبر ابن نوح هذا وهو الوارد في سورة هود مع خبر ناقة ثمود في هجائه إبليس حيث قال يخاطب إبليس:

فقلت لها هلا أخيك أخرجت ... يمينك من خضر البحور طوامي

فلما تلاقى فوقه الموج طاميًّا ... نكصت ولم تحتل له بمرام

ألم تأت أهل الحجر والحجر أهله ... بأنعم عيشٍ في بيوت رخام

فقلت اعقروا هذي اللقوح فإنها ... لكم أو تنيخوها لقوح غرام

أي إلا أن تعقروها هذا معنى أو تنيخوها -أو هنا هي التي تضمر بعدها إن ناصبة وقال في الحجاج بعد البيت الذي تقدم وهو من قصيدته في مقتل قتيبة بن مسلم التي أولها «تحن بزوراء المدينة ناقتي»:

رمى الله في جثمانه مثل ما رمى ... عن القبلة البيضاء ذات المحارم

جنودًا تسوق الفيل حتى أعادها ... هباءً وكانوا مطرخمي الطراخم

والإشارة هنا إلى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ} سورة الفيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>