هشام يرينا من ذلك مثلًا صالحًا من مثل مقالته «وأكثر أهل العلم ينكرها له» وقد كانوا لقرب عهدهم بفصاحة العرب يقدرون على تمييز الجزل واللين والمصنوع وغير المصنوع وهذا باب قد قتلوه خبرة وعلمًا فمن الخير أن نقف حيث وقفوا.
وهذا الجاحظ كان من أدق أهل الفضل نظرًا وأجمعهم لخبر وقد لقي العلماء الذين أخذوا بدراية عن رواية، وقد أثبتت في حيوانه هذه الأبيات لعمرو بن أحمر الباهلي:
إن امرأ القيس على عهده ... في إرث ما كان بناه حجر
بنت عليه الملك أطنابها ... كأس رنوناةٌ وطرف طمر
يلهو بهندٍ فوق أنماطها ... وفرتني تسعى عليه وهر
قال ابن الأنباري الكبير واستشهد بالبيت الثاني مما تقدم في شرحه للامية المزرد عند البيت (في صفة الحصان).
يرى طامح العينين يرنو كأنه ... مؤانس ذعرٍ فهو بالأذن خاتل
قال «والرنو إدامة النظر» ثم قال: وكأسٌ رنوناة دائمةً مقيمة قال ابن أحمر:
بنت عليه الملك أطنابها ... كأس رنوناةٌ وطرف طمر
قال الشيخ أبو بكر بن الجراح قال ابن العرابي أنت الملك لأنه جعلها الكأس. أ. هـ. ورنوناة وبابوس للصغير من الإبل وما نوسة للنار من الكلمات التي حفظها رواة اللغة إنها وردت في شعر ابن أحمر وكان مخضرمًا عاش إلى زمان سيدنا عثمان وأخذ عنه العلماء والشعراء، وها هو ذا كما ترى يذكر امرأ القيس كما ذكره الجاهليون من قبل مثل قول الحارث: