وفككنا غل امرئ القيس عنه ... بعدما طال حبسه والعناء
وقول عبيد يذكر حجرًا أبا امرئ القيس:
هلا على حجر ابن أم قطام تبكي لا علينا
أفنجعل ابن أحمر مخترعًا لخبر امرئ القيس وحجر، كما جعل الفرزدق مخترعًا لخبر دارة جلجل؟ فهذا لعمرك الشطط والغلو.
هذا ورأى من رأى أن أبيات الفرزدق اللامية تدل على أن الشعر القديم كان مكتوبًا لا نقطع به ولا ندفعه لأن بعض الشعر كان مكتوبًا لورد الأخبار بذلك كخبر ديوان ملوك الحيرة الذي فيه ما مدحوا به من الشعر، وكخبر المعلقات، ومن سماها السموط، فقد سماها المعلقات لأن السمط هو العقد الذي يعلق على العنق. وفي السيرة أن ابن الزبعري اتهم بأنه كتب على جدار الكعبة:
إلهي قصيًّا عن المجد الأساطير ... ورشوة مثلها ترشى السفاسير
وأكلها اللحم صرفًا لا مزاج له ... وقولها ذهبت عير أتت عير
لما أصبحت قريش فوجدت هذين البيتين مكتوبين ثم. وابن الزبعري صاحب هذا الخبر من بني سهم من قريش وكانت سهم ومخزوم وجمح تنافس قصيًّا في السيادة وخبر ذلك معروف.
هذا وقول الفرزدق في اللامية:
أوصي عشية حين فارق رهطه ... عند الشهادة والصحيفة دغفل
أن ابن ضبة كان خيرًا والدًا ... وأتم في حسب الكريم وأفضل
ممن يكون بنو كليبٍ رهطه ... أو من يكون إليهم يتخول