مد النهار له وطال عليـ ... ـه الليل واستنعت به الخمر
استنعت به الخمر أي كأن قد أهلكته بتهالكه عليها فسكر حتى كأنه قد نعاه الناعون، وفي هامش الدكتورة ابنة الشاطئ (ص ٢٤١) استنعى به حب الخمر تمادى وهكذا في اللسان واستشرى وفي القاموس واستنعت الناقة تقدمت أو تراجعت نافرة أو عدت بصاحبها أو تفرقت وانتشرت أ. هـ. ويجوز التفسير بهذا على تشبيه الخمر بالناقة النافرة والرجوع إلى أصل الاشتقاق يفيد المعنى الذي بدأنا به استنعت به أي طلبت أن تنعي أحد الناس به أي بأن تنعاه لتهالكه عليها وشدة سكره بها حتى كأنه ميت وليست هذه المعاني كلها ببعيد بعضهن عن بعض:
ومسفة دهماء داجنة ... ركدت وأسبل دونها الستر
عني باطية الخمر:
وجرادتان تغنيانهم ... وتلألأ المرجان والشذر
ومجلجلٌ دان زبرجده ... حدبٌ كما يتحدب الدبر
عني به العود وجعله مجلجلًا كالسحاب ذي الرعد ليوازن بهذه الصورة ما تقدم من وصفه الباطية بأنها مسفة وذلك من صفة الحساب، كما في قول الشاعر:
دان مسف فويق الأرض هيدبه ... يكاد يلمسه من قام بالراح
والدبر ذو دوي وهو أكبر من النحل، دان زبرجده أي مقترب إلى الأرض بزبرجه أي بأطرافه الرقيقة وهي الهيدب كما في بيت أوس (أو عبيد فيمن رواه لعبيد) وعني هنا أطراف صوت العود وحواشيه على التشبيه وحدب أي راكب بعضه