للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعضًا من تحدب الموج بعضه على بعض وقد وضح هذا المعنى الكميت في قوله:

همو رئموها غير ظأر وأشبلوا ... عليها بأطراف القنا وتحدبوا

أي تعطفوا وحفوا بها يحمونها بأطراف القنا. وقال حبيب:

لما رأى الحرب رأي العين توفلس ... والحرب مشتقة المعنى من الحرب

عذا يصرف بالأموال جريتها ... فعزه البحر ذو التيار والحدب

أي ذو الموج المتراكب.

شبه ابن أحمر العود بالرعد والسحاب وإنما اختار الرعد والسحاب لأن وفد عاد جاءوا للاستسقاء فشغلوا باللهو {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة الأحقاف].

ثم للعود في صوته جلجلة وهدير ومعنى التحدب والعطف في صفة ابن الرومي للعود والقيان:

وقيان كأنها مرضعات ... مطفلات على بنيها حوان

وقال ابن أحمر بعدما تقدم ودلالته على معنى التعطف والتحنن واضحة:

ونان حنانان بينهما ... وترٌ أجش غناؤه زمر

جعله كالزمر تشبيها له بالناي وصوته أجش.

وقال تعالى: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (٥٩) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (٦٠) وَأَنْتُمْ سَامِدُون} فسروا سامدون ههنا بالغناء.

وكان فقهاء الحجاز يجيزون الغناء. وكانت للموسيقا نهضة عظيمة على أيام بني أمية، فمن زعم أن العرب إنما تعلموا الغناء من فارس لزمه أن يتقدم بأثر مدنية

<<  <  ج: ص:  >  >>