للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسباب عجيبة». قلت قوله وربما غبرت في وجهه بالغين المعجمة والباء الموحدة التحتية أي ربما سبقته فألقت بغبار سبقها في وجهه ومن الذي لك قول أبي الطيب في القافية:

إذا شاء أن يلهو بلحية أحمق ... أراه غبارى ثم قال له الحق

وأراه أخذ عبارته من قوله:

فذكرتهم بالماء وساعة غبرت ... سماوة كلبٍ في وجوه الحزائق

ثم يقول ابن الباقلاني (وراجع ص ٢٤١ - ٢٤٢ فما بعد وانظر الهامش ٥ من ص ١٦٠) «وإذا جاءوا إلى تعداد محاسن شعره كان أمرًا محصورًا، وشيئًا معروفًا. أنت تجد من ذلك البديع أو أحسن منه في شعر غيره وتشاهد مثل ذلك البارع في كلام سواه، وتنظر إلى المحدثين كيف توغلوا إلى حيازة المحاسن، منهم من جمع رصانة الكلام إلى سلاسته، ومتانته إلى عذوبته، والإصابة في معناه إلى تحسين بهجته، حتى إن منهم من أن قصر عنه في بعض، تقدم عليه في بعض، وإن وقف دونه في حال، سبقه في أحوال، وإن تشبه به في أمر ساواه في أمور؛ لأن الجنس الذي يرمون إليه، والغرض الذي يتواردون عليه هم مما للآدمي فيه مجال، وللبشرى فيه مثال، فكل يضرب فيه بسهم، ويفوز فيه بقدح، ثم قد تتفاوت السهام تفاوتًا، وتتباين تباينًا، وقد تتقارب تقاربًا، على حسب مشاركتهم في الصنائع ومساهمتهم في الحرف، ونظم القرآن جنس متميز، وأسلوب متخصص» - قلت ليت أبا بكر رحمه الله وقف ههنا، ثم إنه يقول: «وقبيلٌ عن النظير متخلص» وهذا من قوله تعالى: {لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ} وفي العبارة تقصير لإثباته النظير وإن منه تخلصنا على أن مراده النفي واضح لا يخفى، ثم قال: «فإن شئت أن تعرف عظم شأنه، فتأمل ما نقوله في هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>