له أيطلا ظبيٍّ وساقا نعامةٍ ... وارخاء سرحانٍ وتقريب تتفل
فأما قوله «قيد الأوابد» فهو مليح ومثله في كلام الشعراء وأهل زماننا الآن يصنفون نحو هذا تصنيفًا ويؤلفون المحاسن تأليفًا ثم يوشحون به كلامهم، والذين كانوا من قبل -لغزارتهم وتمكنهم- لم يكونوا يتصنعون لذلك، إنما كان يتفق لهم اتفاقًا ويطرد في كلامهم اطرادًا. وأما قوله في وصفه:«مكر مفر» فقد جمع فيه طباقًا وتشبيهًا- وفي سرعة جري الفرس للشعراء ما هو أحسن من هذا وألطف. وكذلك في جمعه بين أربعة وجوه من التشبيه في بيت واحد صنعة ولكن قد عورض فيه وزوحم عليه والتوصل إليه يسير وتطلبه سهل قريب. وقد بينا لك أن هذه القصيدة ونظائرها تتفاوت أبياتها تفاوتًا بينًا في الجودة والرداءة والسلاسة والانعقاد والسلامة والانحلال» ... ثم قال آخر الأمر: «وكنا أردنا أن نتصرف في قصائد مشهورة فنتكلم عليها وندل على معانيها ومحاسنها ونذكر لك من فضائلها ونقائصها ونبسط لك القول في هذا الجنس ونفتح عليك في هذا النهج ثم رأينا هذا خارجًا عن غرض كتابنا والكلام فيه يتصل بنقد الشعر وعياره ووزنه بميزانه ومعياره ولذلك كتب وإن لم تكن مستوفاة وتصانيف وإن لم تكن مستقصاة. وهذا القدر يكفي في كتابنا ولم نحب أن ننسخ لك ما سطره الأدباء في خطأ امرئ القيس في العروض والنحو والمعاني وما عابوه عليه في أشعاره وتكلموا به على ديوانه لأن ذلك أيضًا