على نقنقٍ هيقٍ له ولعرسه ... بمنقطع الوعساء بيض رصيص
وقولك:
فأسقي به أختي ضعيفة إذ نأت ... وإذ بع المزدار غير القريض
في أشباهٍ لذلك، هل كانت غرائزكم لا تحس بهذه الزيادة؟ أم كنتم مطبوعين على إتيان مغامض الكلام وأنتم عالمون بما يقع فيه؟ كما أنه لا ريب أن زهيرًا كان يعرف مكان الزحاف في قوله:
فإن الغرائز تحسن بهذه المواضع فتبارك الله أحسن الخالقين. فيقول امرئ القيس: أدركنا الأولين من العرب لا يحفلون بمجيئ ذلك، ولا أدري ما شجن عنه فأما أنا وطبقتي فكنا نمر في البيت حتى نأتي إلى آخره فإذا فني أو قارب تبين أمره للسامع» ... ويسأل ابن القارح امرأ القيس قائلًا:«أخبرني عن قولك»:
ألا رب يوم لك منهن صالح ... ولا سيما يوم بدارة جلجل
أتنشده لك منهن صالح، فتزاحف الكف أم تنشده على الرواية الأخرى ... قلت يعني «صالح لك منهما» ... فيجيب امرؤ القيس أو كما قال أبو العلاء (ص ٣١٨): «فيقول امرؤ القيس أما أنا فما قلت في الجاهلية إلا بزحاف: لك منهن صالح، وأما المعلمون في الإسلام فغيروه على حسب ما يريدون، ولا بأس بالوجه الذي اختاروه». أ. هـ. مع ما قرت عليه أذواق عصره العباسي من الفور من زحافات القدماء ترى أبا العلاء ههنا قد جعل مذهبهم أصلًا. وهو كذلك، وهذا هو الصواب. وقد جعل كلا الشيخين الكسائي وسيبويه؟ امرئ القيس:
سريت بهم حتى تكل مطيهم ... وحتى الجياد ما يقدن بأرسان