بنصب «تكل» ومجيء جملة المبتدأ بعد حتى في عجز البيت من الأصول التي تفرع عنها كلتا المدرستين البصرية والكوفية قواعد النحو التي في باب حتى (انظر معاني القرآن للفراء عند آية البقرة (وزلزلوا حتى يقول الرسول) بقراءتي نافع وسائر القراء السبعة والعشرة وقد جعل الفراء الرفع من قراءة مجاهد) وهذا الباب واضح خطأ أبي بكر وتخطيه حدوده فيه لا يخفى. وكذلك قوله في:
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة
وقد أخذه عليه الأستاذ صقر (ص ٩٢)«ذكره تكريرًا لإقامة الوزن» ولا دليل على هذا إذ يجوز أن يكون الذي دعا إلى التكرير التلذذ وغير ذلك من الدواعي البلاغية وأبو بكر من أهل الكلام فكان ينبغي عليه أن يحترز فلا يجزم بشيء قبل أن يستوثق من أن غيره يجوز أن يكون هو المراد. على أن إقامة الوزن ليست مما كان يعسر مثله على الشاعر لو كان ذلك هو أربه لا سواه- كأن يقول ويوم دخلت الخدر عند عنيزة أو جنب عنيزة. وكأن ابن الباقلاني لما نزه القرآن عن أن يقال موزون كالشعر أو مسجوع كالسجع خيل إليه أن الوزن موقع في التكلف لا محالة وأنه من حيث هو وزن مخرج صاحبه عن تمام البلاغة وهذا ما لم يقل به ولا يقول به أحد إلا على وجه شعوبي يراد به الطعن في مذاهب العربية وقد سخر ابن الباقلاني من تمدح العرب بالكرم وزعم أن الفرس لا يفعلون ذلك حين أنكر على امرئ القيس أنه قال:
ويوم عقرت للعذارى مطيتي ... فيا عجبا من كورها المتحمل
وفي كتاب الله:{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ} الآية فههنا تكرار، وقال تعالى:{وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} فعلى مذهب الباقلاني الفاسد في نقده امرأ القيس في بيت