للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنيزة وفي غيره كان ينبغي أن يقال -ومعاذ الله من ذلك- نبذ كتاب الله فريقٌ من الذين أوتوه وراء ظهورهم. ولأمر ما اتهم ابن حزم ابن الباقلاني بأمر من الزندقة ونستبعد ذلك، وقد كان أبو بكر مالكيًّا وخدم أميرًا شيعيًّا وكان ابن حزم ظاهريًّا وأكثر أهل الأندلس مالكية ومنهم من كان عليه شديد النكير، فعل بغضه للمالكية هو الذي حمله على ما قال والله أعلم.

ويعجبني قول المعري في سقط الزند:

والمالكي ابن نصرٍ زارٍ في سفرٍ ... بلادنا فحمدنا النأي والسفرا

إذا تكلم أحيا مالكًا جدلًا ... وينشر الملك الضليل إن شعرا

والمالكي ابن نصر هو القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن نصر وتعلم الكلام والجدل من ابن الباقلاني فتجاوزه المعري إلى مالك تكريمًا له أن ينسبه إلى أبي بكر وما أحسب الذي ذكره السيد صقر في رقم (ص ٢٨) إلا هو عينه الذي أشار إليه عياض رضي الله عنه في رقم ١١ ص ٤١ إلا أن يكون هذا أحدث عهدًا من زمان المعري وأدنى إلى زمان صاحب الشفا ومعاصرة ابن نصر المالكي لأبي العلاء كما ترى من شعره.

وقد تقدم ذكرنا إعجاب المعري ببيت الغبيط وقوله:

استعجم العرب في الموامي ... بعدك واستعرب النبيط

وقد كتب ابن الباقلاني إعجازه والمعري حي يرزق عظيم النشاط في ميادين الأدب. وما أرى إلا أنه قد رماه بسهم في هذا البيت، في قوله: «واستعرب النبيط» وإنكار ابن الباقلاني على أبي عبيدة قوله في البعير والناقة عجب.

قال المثقب:

تسد بدائم الخطران جثلٍ ... خواية فرج مقلات دهين

<<  <  ج: ص:  >  >>