تربعت القفين في الشول ترتعي ... حدائق مولي الأسرة أغيد
فهذه أنثى لا ذكر. وكان الأمر كما قال أبو عبيدة، أكثر ما يصف الشعراء من رواحلهم هم الإناث وجاء ذكر البعير الذكر قليلًا. وجعلوا الذكران من الإبل مراكب النساء إذ الغالب عليها إن ظهورها اوطأ وإنها أقوى، والشاعر إذا أخذ في باب الجد لم يكن من الملائم لذلك أن يجعل مركبه وطيئًا- ولكن هذا قد صار من بعد للمولدين مذهبًا، وله من مذهب إظهار جودة الراحلة وجه وعليه من مقال القدماء قول المنخل:
وأحبها وتحبني ... ويحب ناقتها بعيري
إلا أن يكون أراد الناقة التي أكني بها عنها، البعير الذي أكني به عن نفسي وقال ربيعة بن مقروم:
وماءٍ آجن الجمات فقرٍ ... تعقم في جوانبه السباع
تعقم أي تذهب وتجيء في قول أبي عكرمة وتتخبث وتتشدد في قول أحمد بن عبيد بن ناصح والقولان للمتأمل واحد لأن المكان الذي تذهب السباع فيه وتجيء من أخبث مكان ما دامت هي هكذا فيه:
وردت وقد تهورت الثريا ... وتحت وليتي وهمٌ وساع
جلالٌ مائر الضبعين يخدي ... على يسرات ملزوزٍ سراع
بضم السين نعت للبعير الجلال أي الضخم الموار الذراعين والوهم العظيم الجرم والوساع الواسع الخطو. ومراد ربيعة في استجادة الدابة هنا واضح. وقول أبي بكر أن البعير يطلق على الأنثى والذكر، في هذا الموضع ليس بشيء وقد ذكر المفسرون