ربما أحس ضروب الجمال التي ذكرتها جميلة في ذاتها ومن أجل ذاتها. ولكن أكثر الحين تبدو لي جميع الأشياء الصغيرة حقيرة. كل العلم الذي يمكن أن نبلغه والمعرفة إن هو إلا لعب أطفال. الكون كله هل هو إلا كومةٌ ضخمةٌ مكومةٌ من أشياء صغيرة؟ لا أستطيع التفكر والتأمل إلا للأجزاء وكل الأجزاء فهي صغيرة. كأن عقلي يؤخذ بصداع إن كلف رؤية الشيء العظيم وعرفانه، الشيء الواحد الذي لا يتجزأ. وباعتقادي وجود هذا الواحد الذي لا يتجزأ أجد أن الصخور والشلالات والجبال والمغارات تنيلني شعوًا من الرفعة والجلال. ولكنني بهذا الاعتقاد أجد جميع الأشياء ما يبدو من لا نهائيتها إنما هو زور وباطل». قال ألان غرانت في أول ترجمته من كتابه المذكور آنفًا (مقدمة لكلردج) ص ٢٨: «صمويل تايلور كلردج الشاعر الناقد الأدبي والفيلسوف الديني ولد في ٢١ من أكتوبر سنة ١٧٧٢ م إلخ» وبمناسبة ذكر تاريخ مولده فإن وفاته كانت في ٢٥ يولية سنة ١٨٣٤ م وقال غرانت في معرض حديثه عن أصول رومنتيكية كلردج: «هذا وقد كان كلردج من قبل لقائه ورد زورث سنة ١٧٩٥ م يرى أن الشعر كالأداة للدعاية للعقيدة المسيحية دينًا، وللمبادئ الديمقراطية فيما يتعلق بالسياسة وحرية التعبير». (هذه ترجمة تقريبية وراجع الأصل ص ٣٣ و ٢٩ و ٢٨ و ١٥).
قرأ كلردج في كمبردج وفي جوتنجن وكان يعرف عدة لغات وسافر في أوروبا وزار إقليم البحر المتوسط وأقام في جزيرة مالطة زمنًا وكان له تعليق بالفلسفة والأديان ومما ذكر في رسالته التي تقدمت الإشارة إليها:«أحيانًا أميل إلى قول البراهمة أن العقود خير من القيام وأن أرقد خير من أن أقعد وأن أنام خير من أكون يقظًا وأن الموت أفضل الأحوال جميعًا» ورحم الله أبا الطيب حيث قال:
كفى بك داءً أن ترى الموت شافيًّا ... وحسب المنايا أن يكن أمانيا