قال (ص ٢٤ ح ١ من العمدة)«فلم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم قوله، وما كان ليوعده على باطل» أ. هـ.
ويروى كما تعلم- مقالهم:«وأعذب الشعر أكذبه» ويقابله بيت زهير أو حسان:
وإن أحسن بيتٍ أنت قائله ... بيتٌ يقال إذا أنشدته صدقًا
واضطرب النقاد في أمر الصدق والكذب.
ومن الفلاسفة، قد تعلم أن أفلاطن تنقص الشعر والشعراء لبعده وبعدهم عن الحقيقة، وانتصر أرسطو طاليس للشعراء أصحاب الملاحم وقصص المأساة المسرحية وزعم أن ما يصنعه خيالهم فزعم أنه وقع ربما يكون أدنى إلى الحقيقة المحضة مما يكون قد وقع فعلًا من أحداث التاريخ من حيث مجرد احتمال وقوعه. (راجع كتاب دافيد ديتشز في حديثه عن أفلاطن وأرسطو من ص ٦ إلى ص ٣١ النص الإنجليزي طبع لنغمان وكتاب فن الشعر ترجمة الدكتور عبد الرحمن بدوي، الفصل ٩ ص ٢٦). وتناول عدد من نقادنا المحدثين أطرافًا من هذه القضية وننبه ههنا على الفصل الذي جعله الدكتور محمد غنيمي هلال، رحمه الله، عن التجربة الشعرية في ص ٣٨ من كتابه «النقد الأدبي الحديث»(دار النهضة، مصر، الطبعة الرابعة ١٩٦٩ م). ولا سيما حيث يقول (ص ٣٨٦ في السطر ٩): «ويجب التفريق بين شطري شخصية الشاعر، الشعري والعملي، فالشطر الأول مثالي، يحكي فيه ذات نفسه كما هي، ويصف مثله وأهدافه وآماله وآلامه، والثاني عملي يتقيد فيه بقيود الحياة كما هي من حوله، وليس معنى مثالية الجانب الأول أنه بعيد من الصدق بل هو أصدق وأسمى وأقرب إلى الدلالة على روح الشاعر من الجانب العملي» أ. هـ.
قلت وكأن هذا الجزء الأخير من كلمته ينظر فيه إلى نظرية الاحتمال