الذي جسر عليه ريدهوس J.W.Redhouce وهو ملحق بطبعة بيروت المشار إليها، وآخر القصيدة بلا شك هو الذي عليه رواية الأشياخ، حيث شبه الشاعر نفسه بفحل الوعال الأعصم:
ومما ينبه عليه مما يكثر وقوعه مضبوطًا ضبطًا ليس بصواب في طبعات لامية العرب المختلفة كلمة أفكل بمعنى الرعدة فوزنها وضبطها «كأحمد» العلم سكون الفاء وفتح الكاف والجمع أفأكل وليست الكاف مضمومة.
هذا ومما يلفت النظر إليه، إذ قد جرى ذكر تأبط شرا وقرينه الشنفري أن عند بعض النقاد المعاصرين وطلاب الأدب والمشتغلين به، بعض الميل إلى تقديم تأبط شرا والشنفري ومن عسى أن يكون من صعاليك العرب بحجة لا تخلو من اشتمال على لونٍ سياسي معاصرٍ هما ومن أشبههما منه براء، إذ تقديمهما صادر عن توهمٍ لأن أكثر ما جاءنا من شعر القدماء قالته طبقةٌ أرستقراطيةٌ ظالمة، ومن عجب الأمر أن أكثر من يميل نحو هذا الميل عنده أن أكثر الشعر الجاهلي أو هو كله منتحل إلا شعر الصعاليك، مع أن الذي لا ريب فيه أن كلتا اللاميتين، لامية الثأر «إن بالشعب الذي دون سلع» وقد سبق الحديث عنها في الجزء الأول ولامية العرب، قد تكلم في صحة نسبتهما العلماء.
الطبقية امرٌ لا ينفك عن البشر بحال، أكثر المجتمعات حرصًا على المساواة فيها العلية من الرؤساء كما فيها من هو دونهم. وقديمًا قال الأفوه الأودي:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ... ولا سراة إذا جهالهم سادوا