شكا من أن يقرن امبدوكليس (انباذو قليس) مع هوميروس. على أن أرسطو طاليس ينص نصًّا صريحًا (إن صحت هذه التراجم عنه) على أن الموزون شعر. وعلى أن الشعر على هذا الوجه ليست المحاكاة فيه بشرط. وهذا مقارب جدًّا لتعريفنا الشعر في العربية. قال (انظر فن الشعر ترجمة د. عبد الرحمن بدوي ص ٦ - إلى ص ٧): «على أن الناس قد اعتادوا أن يقرنوا بين الأثر الشعري وبين الوزن فيسموا البعض شعراء إيليجيين والبعض شعراء ملاحم، فإطلاق لفظ الشعراء عليهم ليس لأنهم يحاكون بل لأنهم يستخدمون نفس الوزن». شعراء إيلجيين أي أصحاب مراث ونلفت النظر إلى قوله إن يقرنوا بين الأثر الشعري وبين الوزن وإلى قوله ليس لأنهم يحاكون لجعل المحاكاة غير لازمة كما ترى. ثم يقول بعد هذا مباشرة: «والواقع ان من ينظم نظرية في الطب أآو الطبيعة يسمى عادة شاعرًا، ورغم ذلك فلا وجه للمقارنة بين هوميروس وأنباذ وقليس إلا في الوزن. ولهذا أولى بنا أن نسمي أحدهما (هوميروس) شاعرًا والآخر طبيعيًّا أولى منه شاعرًا، وكذلك لو أن امرأً أنشأ عملًا من أعمال المحاكاة وخلط فيه بين الأوزان كما فعل خيريمون في منظومته قنطورس وهي رابسودية مؤلفة من أوزان شتى فيجب أن يسمى شاعرًا تلك هي الفروق التي يجب وضعها في هذه الأمور». أ. هـ. الرابسودية كما عرفها المترجم في هامشه مزيج من الأشعار المختلفة كان الشعراء الجوالون في يونان ينشدونه. وانباذ وقليس من فلاسفة يونان القدماء ترجم له برتراندرسل في تأريخه للفلسفة الغربية وزعم أنه قذف بنفسه في بركان اتنا فهلك وأنشد نظمًا غثًّا كالفكاهة من منظر هذه الفعلة الشنيعة. وذكر الدكتور عبد الرحمن بدوي في التعليق الهامشي (ص ٦ - هامش ٢) على كلام أرسطو ما نصه: «هنا مسألة خطيرة يثيرها أرسطو وهي مسألة ماذا نسمي شعرًا أهو كل قول موزون مقفى، أو الشعر له خصائص مستقلة عن الوزن؟ وهو يرى أن من الممكن أن يكون الإنسان شاعرًا