للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعنترة أبدا معه ابنه الغضبان وأخوه شيبوب كالريح الهبوب وأجناد بني عبس وحصانه الأبجر.

لم يزد أرسطو طاليس على أن رأى في انباد وقليس رأيًّا كان يعلم أن قول الناس على خلافه. والقضية إلى يومنا هذا قائمة في ما يتعلق بالنظم العلمي وعندي أن القول بإخراجه من باب الشعر ليس بصواب- بل يجعل فيه ثم تناط به من بعد الدرجة الملائمة له من الجودة وعدمها، ومن عنصر الطرب الشعري وعدمه.

في آخر كتاب المثل السائر ذكر ابن الأثير (١) مطولات العجم الملحمية وعجب من أن ذللك في العربية مفقود، ويذكر أن شهنامة على طولها في الذروة من البلاغة عند فارس، وكأنها بالنسبة إليهم قرآن. والحق أن العربية ليست خالية من القصص، فقد تعلم ما أخذه ابن سلام على ابن إسحاق من روايته أشعار أخبار عاد وثمود، وزعمه أآن اعتذار ابن إسحاق بأن تلك الأشعار كانت تحمل إليه فيرويها ليس بعاذره. وعند المنصف هو عذر تام مقبول؛ لأن ابن إسحاق كان مؤرخًا ومحدثًا والصدق في الرواية والضبط لما هو المقدم عنده. ومن أجل ذلك وثقه صاحبا الصحيحين البخاري ومسلم رضوان الله عنهما، وقد جاء به البخاري في تعليقاته، وروى عنه مسلم بسند، وتوثيق البخاري له مذكور في التأريخ الكبير.

في نظم القصص تكلف حين يطول. هذا التكلف يجحف برونق الإيقاع، ويذهب بجانب كبير من بهجة الترنم وتعبير موسيقا الوزن. ويجري بنظم القصة، ضربة لازم، مجرى التعليمي من الشعر، الذي تنحصر عناصر الإبهاج منه في ضربات الوزن ورنة القافية منفصلًا ذلك كل الانفصال عن تسلسل المعاني وإطراد الخبر بل مجحفًا به في كثير من الأحيان بما يحمله عليه من السير على غير وجهه. قصص الإفرنج المطول يشكو من هذه الخصلة شكوى لا تنكر وليس احتمال عرف


(١) () انظر فيما يلي الحديث عن الإمام البوصيري ومداح الرسول صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>