ومر بك في أول الكتاب عن نسبة الرجز إلى نحو من هذا الخبر ومن روى إن كان مرويًّا «يدي يدي» فليس هذا رجز ضربة لازم لاشتراك غير الرجز في «مفاعلن».
وعندي أن ما روي من خبر رئاء أبينا آدم لأمنا حواء، ورواه الطبري في تأريخه، وأشار إليه أبو العلاء في الغفران مع فكاهة ما وتهكم، وهو ما نسب إليه من قوله عليه السلام يرثي ولده هابيل لما قتله قابيل:
تغيرت البلاد ومن عليها ... فوجه الأرض مغبرٌ قبيح
في أبيات، له أصلٌ في الأدب الشعبي.
ومن قديم الشعر ما كان متصلًا بالموت، وهذا قريب النسب من الأدب الشعبي وقد ذكر ابن سلام من أوائل الشعر قول دويد:
اليوم يبني لدويدٍ بيته
والبيت ههنا إنما هو القبر وهذا ظاهر من سياق الأبيات، وفيها:
يا رب نهب حسنٍ هويته ... ومعصم ذي برةٍ لويته
يعني التمتع بالنساء:
لو كان قرني واحدًا كفيته ... أوردته الموت وقد ذكيته
ويذكر أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما تمثل بهذا حين استقتل حتى استشهد وكأن البيتين الأخيرين من شعبيات القتال.
وذكر ابن سلام شعرًا في الوصية لزهير بن جناب الكلبي منه قوله: