الميت وعلى غيره وهو كذلك في شعر النابغة وذلك قوله:
ألم تر خير الناس أصبح نعشه ... على فتيةٍ قد جاوز الحي سائرا
فسر النعش ههنا بمحفة كان يحمل عليها الملك إذا مرض. (انظر شرح ابن عاشور رحمه الله ص ١١٥ طبعة تونس ١٩٧٦ م).
وقال عبدة بن الطبيب:
ولقد علمت بأن قصري حفرةٌ ... غبراء يحملني إليها شرجع
الشرجع هو الأعواد التي ذكرها الأسود بن يعفر وعبدة تميمي مثله، قال ابن الأنباري والشرجع خشب يشد بعضه إلى بعض كالسرير يحمل عليه الموتى:
فبكى بناتي شجوهن وزوجتي ... والأقربون إلي ثم تصدعوا
وتركت في غبراء يكره وردها ... تسفي علي الريح حين أودع
وأبيات سلمى بن ربيعة التي ذكرها صاحب الحماسة ومر ذكرها في باب الحديث عن الأوزان وهي التي أولها:
إن شواءً ونشوة ... وخبب البازل الأمون
من هذا الباب الديني الوعطي إذ ذكر فيها هلاك الأمم الأولى. وقد خلص شعر الموت من الفصيحة إلى الدارجة في كثير من أقطار العربية مثل كلمة المادح عندنا التي أولها:
زايلة الدنيا دي الـ ما بدوم لي خيرًا (أي خيرها)
ولت وأدبرت بقيت عصيرا (تصغير وقت العصر)
وللسيد محمد عثمان المرغني رحمه الله كلمة مقاربة لوعظ العامة أولها:
ليس الغريب غريب الشام واليمن ... إن الغريب غريب اللحد والكفن