والفضل الذي بلغه أخواها. كقولها في كلمتها الرائية التي مطلعها:
قذًى بعينك أم بالعين عوار ... أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار
وهو من فخمات المطالع التي تقرع السمع، قالت:
وإن صخرًا لهادينا وسيدنا ... وإن صخرًا إذا نشتو لنحار
وإن صخرًا لتأتم الهداة به ... كأنه علمٌ في رأسه نار
مشى السبنتي إلى هيجاء معضلةٍ ... له سلاحان أنياب وأظفار
فما عجولٌ على بوٍّ تطيف به ... لها حنينان إعلام وإسرار
ترتع ما رتعت حتى إذا ادكرت ... فإنما هي إقبالٌ وإدبار
يومًا بأوجع مني يوم فارقني ... صخرٌ وللدهر إحلاء وإمرار
لم تره جارةٌ يسعى بساحتها ... لريبةٍ حين يخلى بيته الجار
ومنها في أولها:
كأن عيني لذكراه إذا خطرت ... فيضٌ يسيل على الخدين مدرار
تبكي خناس على صخر وحق لها ... أزرى بها الدهر إن الدهر ضرار
تبكي خناس فما تنفك ما عمرت ... لها عليه رنين وهي مفتار
يا صخر وراد ماءٍ قد تناذره ... أهل المياه وما في ورده عار
وقولها خناس فهو اسم تحبيب لعل أخاها كان يناديها به، فهذا مما يزيد موقعه في الشعر حرارة كما ترى.
ومن رثائها وقد أورده صاحب الكامل من المختارات التي اختارها:
أعيني جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر الندى
ألا تبكيان الجريء الجميل ... ألا تبكيان الفتى السيدا
طويل النجاد رفيع العماد ... ساد عشيرته أمردا