إذا القوم مدوا بأيديهم ... إلى المجد مد إليه يدا
فنال الذي فوق أيديهم ... من المجد ثم انثنى مصعدا
يكلفهم الناس ما عالهم ... وإن كان أحدثهم مولدا
ومنه وهي مما اختاره المبرد:
يذكرني طلوع الشمس صخرا ... وأذكره لكل غروب شمس
ولم أر مثله رزءًا لجن ... ولم أر مثله رزءًا لإنس
ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن ... أعزي النفس عنه بالتأسي
ولها:
أعيني هلا تبكيان على صخر ... بدمعٍ حثيث لابكئ ولا نزر
ألا ثكلت أم الذين غدوا به ... إلى القبر ماذا يحملون إلى القبر
وقائلةٍ والنعش قد فات خطوها ... لتدركه يا لهف نفسي على صخر
وهذه صورة حية تامة الحيوية ولعل الموصوفة ههنا أم صخر، وليست أم الخنساء لأن الخنساء كانت أخته لأبيه، وإياها عني صخر في أبياته النونية:
أرى أم صخر ما تمل عيادتي ... وملت سليمي مضجعي ومكاني
وسليمي زوجته- وبعد الأبيات الرائية التي تقدمت من الخنساء قولها:
فمن يضمن المعروف في صلب ماله ... ضمانك أو يقرى الضيوف كما تقرى
فشأن المنايا إذا أصابك ريبها ... لتغد على الفتيان بعدك أو تسرى
ومذهب جنوب أخت عمرو ذي الكلب قريب من مذهب الخنساء في حرارة الدمعة وصلابة البيان وهي القائلة:
أبلغ هذيلًا وأبلغ من يبلغها ... قولًا صريحًا وبعض القول مكذوب