وكلمة عبد المطلب بن هاشم المروية منسوبة إليه في خبر أصحاب الفيل إذ قال:
لا هم إن المرء يمنع رحله فامنع حلالك
لا يغلبن محالهم وصليبهم غدوا محالك
إن كنت تاركهم وقبلتنا فأمر ما بدالك
كأنما هي وصية إذ هي دعاء مما ابتهل به إلى ربه والخطب المحيط جسيم وهذا الوزن. كثير في أشعار الجاهليين وقدمنا أنه مما تجيء فيه القصائد الطويلة التي تذهب مذهبًا بين الخطابة والترنم. ولا يخفى أن الوصية مما يمكن دخوله في هذا العموم. ومن وصايا الإسلاميين فيه كلمة يزيد بن الحكم:
يا بدر والأمثال يضـ ... ـربها لذي اللب الحكيم
وهي من المحفوظات الطوال.
والكامل أخو الرجز ومن معدنه قريب وقد جاءت في الكامل التام من الوصايا كلمة عبد قيس وكلمة عبدة العينية التي يذكر فيها الشرجع وهي مفضلية- وقد سيق الذكر أنهما كليهما من تميم. وكان في تميم من تراث الحكمة الحنيفية شيء كثير، منهم أكثم بن صيفي، ومنهم ورثة صوفة وقد ذكرت أمرهم السيرة وما كان لهممن رابطة بموسم الحج. وزمنهم صعصعة جد الفرزدق الذي أنكر الوأد وأحيا الموءودة بفدائها على حين كانت الجاهلية ضاربة بجران.