يفرد له بحث خاص به فحسبنا ههنا مجرد الإشارة والإلماع. غير أنه ينبغي أن ننبه في هذا الموضع على «الأينيات» ومن أقدمها راية عدي:
أين كسر كسرى الملوك أنوشر ... وإن أم أين قبله سابور
وقد كان على دين النصرانية وأوتي من البيان والحكمة حظًّا عظيمًا، وله الأبيات اللامية الحزينة:
من رآنا فليخبر نفسه ... أنه موفٍ على قرن زوال
وقد مر الاستشهاد بها في باب الحديث عن بحر الرمل.
وله الصادية التي أوردها المعري في رسالة الغفران كاملة وأولها:
أبلغ خليلي عبد هندٍ فلا ... زلت قريبًا من سواد الخصوص
وقد أشرنا إليها ووقفنا عندها وقفة يسيرة في معرض الحديث عن بحر السريع. وفيها صورة من صميم معاني الموت والقبر حيث يقول:
ذلك خيرٌ من فيوج على الـ ... ـباب وقيدين وغلٍ قروص
أو مرتقى نيقٍ على نقنق ... أدبر عودٍ ذي إكافٍ قروص
يعني خشبة الصلب التي ينصب عليها ويقتل ثم يصير جيفة.
لا يثمن البيت ولا يحمل الر ... دف ولا يعطي به قلب خوص
أي سعف الدوم الذي يكون مجتمعًا معًا وهو الذي يقتطع فتصنع منه السلال والبسط ونحوها والعامة تسميه عندنا قلب السعف.
أو من نسور حول موتي معًا ... يأكلن لحمًا من طري الفريص
رثاء عدي نفسه يوشك أن يكون مخالطه ظلام اليأس -غير أن الحكمة، وهي مصدر