للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعند أبي عمرو أن الراء من تذكر (وهو فعل ماضي مفتوح الراء) مدغمة في راء «رب» وهي فاعل تذكر وهذا هو الإدغام الكبير الذي يدغم فيه المتماثلان المتحركان والمتقاربان المتحركان- ذكر هذا صاحب النشر، أعني الشاهد الذي من شعر عدي ويقول في الخورنق:

شاده مرمرًا وجلله كلـ ... سًا فللطير في ذراه وكور

فإلى نحو هذا النعت نظر ابن مناذر، كما قدمنا الإلماع إلى ذلك، إذ جئنا بأبياته التي اختارها المبرد في معرض الحديث عن داليات الخفيف، حيث قال:

أين رب الحصن الحصين بسورا ... ء القصر المنيع المشيد

شاده أركانه وبوبه با ... بي حديدٍ وحفه بجنود

ومن أعجب أبياتها إلى قوله:

ثم أمسوا كأنهم ورقٌ جف ... فألوت به الصبا والدبور

الصورة مؤثرة فيها جلال معنى الفناء- وفيها نفس الحسرات الذي في: «أو من نسورٍ حول موتي معًا» والذي في أبياته اللامية «من رآنا فليحدث نفسه». وأول الأبيات الرائية قوله:

أرواحٌ مودع أم بكور ... أنت فانظر لأي حالٍ تصير

ورواية الكتاب: «أنت فانظر لأي ذاك تصير» جاء به سيبويه في باب الأمر والنهي في أول الكتاب في معرض ما ينصب على الاشتغال وما يرفع من أجل شيء يفسره ما بعده والرفع هنا على أن أنت مبتدأ خبره محذوف، أو خبر مبتدؤه محذوف أو بفعل مضى يفسره ما بعده وهذا الوجه استبعده أبو العلاء في الغفران وكأنه يرجح الوجهين الآخرين وتقدير سيبويه أنت الهالك، ومعنى الهلاك هو الذي أفاض فيه عدي، فتأمل فإن تقدير سيبويه ما قدره على منهج بناه على تذوق ونظر

<<  <  ج: ص:  >  >>