للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جبل المدينة ورمزيته للإسلام مع ما فيه من معنى الشهادة والتمحيص كل ذلك جلي ظاهر. ثهلان رمزٌ للعربية بلا ريب، وهو الوارد في قول الفرزدق يخاطب جريرًا:

أحلامنا تزن الجبال رزانةٌ ... وتخالنا جنًّا إذا ما نجهل

فادفع بكفك إن أردت بناءنا ... ثهلان ذا الهضبات هل يتحلحل

وبنو تميم رهط الفرزدق وجرير كليهما كانوا من أسنمة العرب ومن حد مضر:

أصابها العين في الإسلام فارتزأت ... حتى خلت منه أقطارٌ وبلدان

وهذا على سذاجة ظاهره، من عميق الأسى. وقل من يتأمل أمر إسبانيا إذ يراها اليوم فلا يعجب كيف خلا ربعها من الإسلام، سبحان الذي بيده الأمر وهو على كل شيء قدير.

فاسأل بلنسية ما شأن مرسية ... وأين شاطبةٌ أم أين جيان

إلى الأول من هاتين ينسب القاسم بن فيره الشاطبي صاحب الشاطبية وعليها أكثر اعتماد قراء القرآن المجودين والثانية بلد ابن مالك صاحب الألفية:

وأين قرطبة دار العلوم فكم ... من عالم قد سما فيها له شان

وأين حمصٌ وما تحويه من نزهٍ ... ونهرها العذب فياض وملآن

ووصف النهر بالامتلاء مناسب لأحوال الأندلس، إذ تنقص مياه أكثر الأودية نقصًا بينًا عند الجفاف- يدلك على ذلك قول الشاعرة:

يروع حصاه حالية العذارى ... فتلمس جانب العقد النظيم

<<  <  ج: ص:  >  >>