بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم ... واليوم هم في بلاد الكفر عبدان
فلو تراهم حيارى لا دليل لهم ... عليهم من ثياب الذل ألوان
ولو رأيت بكاهم عند بيعهم ... لها لك الأمر واستهوتك أحزان
هذه العبارة في ظاهرها أيضًا بسيطة ساذجة ولكن أسلوبها فيه نظر إلى قوله تعالى:{كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ}[آية الأنعام] فهذه الأحزان التي تستهوي كأنها شياطين لما يخالطها من اليأس الفظيع:
يا رب أمٍّ وطفلٍ حيل بينهما ... كما تفرق أرواح وأبدان
فهذا يقوي التفسير الذي قدمناه في استهواء الأحزان.
وطفلةٍ مثل حسن الشمس إذ طلعت ... كأنما هي ياقوت ومرجان
للصفاء والعذرية هذا من صفة الحور العين في سورة الرحمن.
مصدر الحيرة إن صار هذا السباء الفاجع عاقبة ما كان يحوطها من صيانة.
لكل هذا يذوب القلب من كمدٍ ... إن كان في القلب إسلامٌ وإيمان
قال المقري:«يوجد بأيدي الناس زياداتٌ فيها ذكر غرناطة وبسطة وغيرهما مما أخذ من البلاد بعد موت صالح بن شريف وما اعتمدته منها نقله من خط من يوثق به»(نفح الطيب للمقري المتوفي سنة ١٠٤٢ هـ تحقيق محمد محي الدين رحمه الله ج ٦ من ص ٢٣٢).
ومن إينيات الأندلس الطنانة رائية الوزير ابن عبدون في رثاء بني الأفطس وكانوا من ملوك الطوائف بالغرب الأندلسي وهو ما يسمى الآن بالبرتغال وزمانه قبل