للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأشار بقوله أحمر العينين والشعر إلى شعر أبي قردودة الذي رثى به ابن عمار الطائي لما قتله النعمان، وقد ذكرنا الأبيات من قبل ومنها بيت الإشارة هنا:

إني نهيت ابن عمار وقلت له ... لا تأمنن أحمر العينين والشعرة

ومن هذه الرائية قوله، وجرى فيه على ما تقدم من مذهب تعداد من فجعت بهم الأيام من الملوك والسادة وأهل المكارم والعظام:

ومزقت جعفرًا بالبيض واختلست ... من غيله حمزة الظلام للجزر

هنا ترف من التلذذ بالإشارة مع تجويد في صياغة ذلك. وجعفر هو ابن أبي طالب واستشهد بمؤتة وعرف به وجه النبي صلى الله عليه وسلم الحزن لمصيبته. وحمزة هو سيد الشهداء رضي الله عنهما، وهو أسد الله، فلذلك جعل مجال الحرب له غيلًا. وقوله: «الظلام للجزر» يشير به إلى الحديث إذ غنت الجارية:

ألا يا حمز للشرف النواء

الشرف أي النوق جمع المشارف وهي المسنة من الإبل النواء بكسر النون مشددة أي السمان مفردها ناوية وناو، فخرج حمزة بالسيف يضرب الإبل وكانوا على شراب وذلك قبل تحريم الخمر- فهذا ظلمه للجزر وقوله اختلست جيد بالغ إذ فيه اختصار لخبر حربة وحشي.

وأشرفت بخبيبٍ فوق رابية ... وألصقت طلحة الفياض بالعفر

أما خبيب فظفرت به قريش فقتلته ودعا عليهم، وكان رضي الله عنه ممن غدرت به هذيل ودفعوه إذ ظفروا به إلى قريش. وطلحة من العشرة، قتل يوم الجمل، قيل رماه مروان بسهم، وكان كريمًا جميلًا شجاعًا بطلًا من المهاجرين الأولين.

وخضبت شيب عثمان دمًا وخطت ... إلى الزبير ولم تستحي من عمر

<<  <  ج: ص:  >  >>