للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خاصة عيشه مع أهله، في داره، وكأن موضوع بخره كله مولد من النبز الذي نبزه به ابن الزبير، وإنما استحل نبزه لوصفه إياه بأنه من الظالمين، وقد كان ابن الزبير من أهل العلم والتقوى- رجع الحديث إلى رائية ابن عبدون:

وأحرقت شلو زيد بعدما احترقت ... وجدًا عليه قلوب الآي والسور

وأظفرت بالوليد بن اليزيد ولم ... تبق الخلافة بين الكأس والوتر

وجاء بأل مع يزيد حكاية الشاهد النحويين «رأيت الوليد بن اليزيد البيت» وهو مما مدح به وفيه تعريض بقول قائله: «شد يدًا بأعباء الخلافة كاهله» حيث بين أنه انهمك في اللذات فأبى الله أن تكون الخلافة بين الكأس والوتر.

وروعت كل مأمون ومؤتمن ... وأسلمت كل منصورٍ ومنتصر

المأمون بن الرشيد والمؤتمن أخوه القاسم وقد أبعده المأمون من ولاية العهد والمنصور هو أبو جعفر بالمشرق وابن أبي عامر الحاجب بالمغرب، والمأمون والمنصوران إنما راعهم ما يروع من الموت الذي لا بد منه بعد طول الظفر والمنتصر هو ابن المتوكل غدر بأبيه ولم يتمتع بطول ملك بعده. فالمؤتمن مخلوع من ولاية العهد والمنتصر ولي عهد غادر- فههنا مقابلة تأريخية كما ترى:

وأعثرت آل عباس لعًا لهم ... بذيل زباء من بيض ومن سمر

لعًا لفظة تقال للعاثر- وذلك أن بني العباس آل أمرهم إلى غلمان الأتراك يولون منهم ويعزلون ويقتلون ويسملون العين، ليبطلوا صلاحية من يسملون للخلافة وفي طبعة القاهرة، وهي التي كنت أصبتها من مطرب ابن دحية، رياء براء مهملة وياء مثناة وفسرها المحقق فيما أظن بأنها من الري وكأنها ممدود ريا بياء مشددة وألف لينة وابن عبدون أقوى فيما أرجحه من أن يشين صياغته بمد المقصور،

<<  <  ج: ص:  >  >>